اليوم الدولي للأغذية.. جهود عالمية للقضاء على الجوع والهدر الغذائي
اليوم الدولي للأغذية.. جهود عالمية للقضاء على الجوع والهدر الغذائي
في عالم يموج بالتحديات الكبرى، بات الأمن الغذائي العالمي مهددا، بفعل العديد من العوامل، أبرزها جائحة كورونا والصراعات وتغير المناخ وارتفاع الأسعار والتوترات الدولية.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للأغذية في 16 أكتوبر من كل عام، للتذكير بأهمية تضافر الجهود للحد من الهدر الغذائي والقضاء على الجوع.
وتحتفل منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو" بالمناسبة هذا العام، تحت شعار "لا تتركوا أي حد خلف الركب" في إشارة للأشخاص الذين يعجزون عن الاستفادة من التنمية البشرية والابتكار والنمو الاقتصادي.
وقالت المنظمة الأممية في بيان: "رغم التقدّم الذي أحرزناه نحو بناء عالم أفضل، تُرك عدد كبير جدًا من السكان خلف الركب، إذ يعجز ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم عن تحمل تكلفة نمط غذائي صحي".
وأضافت أن ذلك "يعرّضهم بشدة لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، غير أنّ القضاء على الجوع لا يقتصر على الإمدادات".
وتابعت: "تكمن المشكلة في إمكانية الوصول إلى الأسواق وتوافر الأغذية، اللذين تعيقهما بشكل متزايد تحديات متعددة، تشمل جائحة كوفيد-19 والصراعات وتغير المناخ، وانعدام المساواة، وارتفاع الأسعار، والتوترات الدولية".
ويعاني الأشخاص بجميع أنحاء العالم من التداعيات المتتالية لهذه التحديات التي لا تعرف حدودًا، كما يعيش أكثر من 80 بالمئة ممن يعانون الفقر المدقع في المناطق الريفية ويعتمد الكثيرون منهم على الزراعة والموارد الطبيعية.
وأشارت منظمة الأغذية والزراعة إلى أن هؤلاء عادة ما يكونون الأشدّ تضررًا من الكوارث الطبيعية وتلك الناجمة عن أنشطة الإنسان، وغالبًا ما يتعرّضون للتهميش بسبب نوع جنسهم أو أصلهم الإثني أو حالتهم الاجتماعية.
ولمواجهة الأزمات العالمية، يتزايد الاحتياج أكثر من أي وقت مضى إلى حلول عالمية، من خلال السعي إلى تحقيق إنتاج وتغذية وبيئة وحياة أفضل.
وقالت المنظمة الأممية: "يمكننا أن نحوّل النظم الزراعية والغذائية وأن نبني للمستقبل على نحو أفضل، من خلال تنفيذ حلول مستدامة وشاملة تراعي اعتبارات التنمية الطويلة الأجل، والنمو الاقتصادي الشامل، وتعزيز القدرة على الصمود".
وأضافت: "العالم المستدام هو عالم لا يستثني أحدًا، ويتعين على الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والأفراد العمل معًا بالتكافل من أجل إعطاء الأولوية لحق جميع الناس في الغذاء والأمن الغذائي والتغذية والسلام والمساواة".
وفي يوليو 2022، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 828 مليون شخص يعانون من الجوع، فيما يقترب 45 مليون شخص من المجاعة بسبب جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي.
وأحدثت الحرب الروسية الأوكرانية اختلالات في سلاسل الإمداد الدولية، وتتسبب بارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة والطاقة، فضلًا عن الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام لدى الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية شديد.
وكانت الأمم المتحدة دقت ناقوس الخطر في 2021 معتبرة إياه "عاما حافلا بالتحديات التي سيذكرها التاريخ"، إذ قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش آنذاك: "لم تعد المجاعة والجوع متعلقين بالغذاء، هما الآن من صنع الإنسان إلى حدّ كبير، ويتركزان في البلدان المتضررة من نزاع واسع النطاق وطويل الأمد".
وعانى حوالي 2.3 مليار شخص في العالم (29.3 بالمئة) من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2021، فيما عانى حوالي 924 مليون شخص (11.7 بالمئة) من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) آنذاك من أن الإغاثة من المجاعة يحجبها الرصاص والبيروقراطية ونقص التمويل، مع بلوغ انعدام الأمن الغذائي مستويات عالية جدا.
وينتج انعدام الأمن الغذائي، جراء تضافر عدة عوامل أبرزها الصراع والأزمات البيئية والمناخية والاقتصادية والصحية، إلى جانب الفقر وعدم المساواة كأسباب ثابتة، وفق تفسيرات أممية.